أهم الشركات التي أسسها موظفو فيسبوك السابقون
لقد كان فيسبوك أحد أكبر المحركات التي أثرت في صناعة التكنولوجيا على مدار العقدين الماضيين، حيث جمع بين الابتكار، الانتشار العالمي، والتأثير الكبير على حياة ملايين الناس. ومع هذه التأثيرات الكبيرة، لم يكن من المستغرب أن يصبح فيسبوك محطة انطلاق للعديد من الشركات الناشئة التي أسسها موظفون سابقون. على الرغم من أن العمل في شركة مثل فيسبوك يُعدُّ محطَّ أنظار العديد من روّاد الأعمال والمبتكرين، إلا أن العديد من هؤلاء الموظفين قرروا بعد سنوات من العمل في فيسبوك أن يتركوا بصمتهم الخاصة من خلال تأسيس شركاتهم الخاصة، التي أسهمت بدورها في إحداث تغييرات كبيرة في عالم التكنولوجيا. في هذا المقال، سنتناول أبرز الشركات التي أسسها موظفو فيسبوك السابقون، ونستعرض الابتكارات التي قدمتها، بالإضافة إلى التأثيرات التي أحدثتها في السوق التكنولوجي.
1. شركة Instagram: منصة التواصل الاجتماعي الأشهر
تعد شركة “إنستغرام” واحدة من أشهر الشركات التي أسسها موظف سابق في فيسبوك، وهي تمثل نقطة تحول كبيرة في عالم التواصل الاجتماعي. تأسست “إنستغرام” في عام 2010 على يد كيفن سيستروم ومايك كريب، اللذين كانا قد عملا سابقًا في فيسبوك قبل أن يقررا الانطلاق بمشروعهما الخاص. عمل كيفن سيستروم في البداية كمهندس برمجيات في فيسبوك، إلا أنه قرر تطوير فكرة التطبيق الذي يركز على مشاركة الصور والفيديوهات، ويتميز بواجهة مستخدم بسيطة وسهلة الاستخدام. بعد أشهر قليلة من إطلاق التطبيق، أصبح من بين أكثر التطبيقات تنزيلًا في متجر التطبيقات، ليجد طريقه إلى الاستحواذ من قبل فيسبوك في عام 2012 مقابل مليار دولار.
إن نجاح إنستغرام ليس مجرد نتاج لمجموعة من الأشخاص الموهوبين، بل يعكس أيضًا كيفية تأثر موظفي فيسبوك السابقين بثقافة الابتكار والتكنولوجيا. “إنستغرام” أسهمت بشكل كبير في تغيير الطريقة التي نتواصل بها على الإنترنت، حيث أصبح اليوم أحد أكثر التطبيقات المستخدمة حول العالم لتبادل الصور والفيديوهات.
2. شركة Oculus VR: ثورة في عالم الواقع الافتراضي
واحدة من الشركات التي كان لها دور كبير في تحول صناعة الواقع الافتراضي هي شركة “Oculus VR”، التي أسسها موظف فيسبوك السابق بالمر لوكي. كان بالمر لوكي مهندسًا في فيسبوك قبل أن يطلق مشروعه الخاص في 2012. كانت رؤية لوكي تهدف إلى تغيير كيفية تفاعل الإنسان مع الحوسبة باستخدام الواقع الافتراضي. بعد عدة سنوات من العمل، أصبح جهاز “Oculus Rift” أحد أبرز أجهزة الواقع الافتراضي التي أثارت إعجاب محبي التقنية حول العالم.
في عام 2014، قررت فيسبوك شراء “Oculus VR” مقابل حوالي 2 مليار دولار. ومنذ ذلك الوقت، قامت فيسبوك (التي أصبحت تُسمى لاحقًا ميتا) بإطلاق العديد من الابتكارات في مجال الواقع الافتراضي، وأصبح Oculus واحدًا من المنتجات الرائدة في هذا المجال. من خلال هذه الصفقة، تم تعزيز إمكانيات فيسبوك في استكشاف الفضاء الرقمي الجديد، وأصبح Oculus هو المكون الأساسي الذي يعزز توجه ميتا نحو بناء “ميتافيرس”.
3. شركة Asana: تنظيم العمل بين فرق الشركات
تأسست “Asana” في عام 2008 على يد داستن موسكوفيتش (أحد مؤسسي فيسبوك) وجاستن روزينستين (المهندس الذي ساعد في تطوير فيسبوك). بعد أن عمل داستن موسكوفيتش وجاستن روزينستين معًا في فيسبوك، اكتشفا أن هناك حاجة ملحة إلى أداة تساعد الفرق على إدارة مشاريعهم وتنظيم العمل الجماعي بشكل أكثر كفاءة. بناءً على هذه الحاجة، قاموا بتأسيس “Asana”، التي أصبحت واحدة من أشهر منصات إدارة المشاريع في العالم. “Asana” توفر واجهة مرنة تتيح للفرق العمل بشكل منظم وفعّال، مما يعزز الإنتاجية ويسهم في تنظيم عملية العمل.
تتمتع “Asana” اليوم بشعبية كبيرة بين الشركات الكبرى والصغيرة على حد سواء، وقد تم تبنيها من قبل آلاف الشركات حول العالم، من بينها شركات تكنولوجية كبيرة مثل Google وSlack.
4. شركة Quora: منصة الأسئلة والأجوبة العالمية
تأسست منصة “Quora” في عام 2009 على يد آدم د’أنجيلو (المهندس السابق في فيسبوك) و تشارلي تشيف (أحد المهندسين السابقين في فيسبوك). تهدف Quora إلى توفير منصة للإجابة على الأسئلة ومشاركة المعرفة بين المستخدمين. من خلال طرح أسئلة وأجوبة حول مجموعة واسعة من المواضيع، أصبحت Quora واحدة من أبرز منصات الإنترنت التي توفر محتوى معرفي غني.
استفاد آدم د’أنجيلو من خبراته في فيسبوك لتصميم Quora كمنصة تتيح للمستخدمين التواصل بشكل أكثر تفاعلية وفعالية. كما أن المنصة سمحت للمستخدمين بالوصول إلى أسئلة وأجوبة من قبل الأشخاص ذوي الخبرة في مجالات متنوعة، مما جعلها واحدة من أهم المنصات التي تجمع بين المعرفة والتفاعل الاجتماعي.
5. شركة Wit.ai: تقنية الذكاء الصناعي في خدمة التطبيقات
تأسست شركة “Wit.ai” في عام 2013 على يد مهندسين سابقين في فيسبوك، وهم: أليكس كوهين، ورمزي بهكلي. كانت الفكرة الأساسية وراء Wit.ai تتمثل في تطوير منصة تستطيع تحويل الصوت والنصوص إلى أوامر قابلة للتنفيذ باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي. هدفت الشركة إلى تسهيل عملية تطوير تطبيقات تعتمد على الفهم التلقائي للغة البشرية.
بعد النجاح الذي حققته Wit.ai، قامت شركة فيسبوك بشرائها في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، قامت فيسبوك بتوظيف تقنياتها بشكل كبير في تطوير مساعداتها الذكية وتطبيقاتها، بما في ذلك دمج الذكاء الصناعي في أنظمة التفاعل الصوتي والتلقائي.
6. شركة Change.org: منصة التغيير الاجتماعي
تأسست “Change.org” على يد بن رويزنبلات (الذي كان قد عمل لفترة في فيسبوك) في عام 2007. كانت فكرة Change.org مستوحاة من رغبته في توفير منصة تتيح للأفراد تنظيم حملات من أجل التغيير الاجتماعي. كانت هذه الفكرة وقتها مبتكرة بشكل غير مسبوق، إذ تمكّن الأشخاص من استخدام الإنترنت لتحفيز التغيير الاجتماعي على نطاق عالمي. مع مرور الوقت، أصبحت Change.org واحدة من أبرز منصات جمع التوقيعات وحملات التغيير الاجتماعي، حيث أطلقت العديد من الحملات التي أثرت بشكل كبير في القضايا الاجتماعية والسياسية حول العالم.
7. شركة Parse: منصة تطوير التطبيقات السحابية
تأسست “Parse” في عام 2011 على يد طارق مجيد و براد بترسون، وكلاهما كان قد عمل سابقًا في فيسبوك. كانت Parse تهدف إلى توفير خدمات سحابية تسهّل على المطورين بناء تطبيقات الهواتف المحمولة. مع مرور الوقت، أصبحت Parse واحدة من أبرز منصات تطوير التطبيقات السحابية، مما سمح للمطورين بتركيز اهتمامهم على بناء التطبيقات بدلاً من الانشغال بالبنية التحتية.
في عام 2013، قررت فيسبوك شراء Parse مقابل 85 مليون دولار. وقد عززت هذه الصفقة إمكانيات فيسبوك في مجال تطوير التطبيقات والخدمات السحابية. بعد الاستحواذ، استمرت Parse في النمو وابتكار أدوات تكنولوجية جديدة قبل أن تقرر فيسبوك إغلاقها في عام 2017.
الخلاصة
لقد أظهرت العديد من الشركات الناشئة التي أسسها موظفو فيسبوك السابقون قدرة كبيرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق. من منصات التواصل الاجتماعي مثل “إنستغرام”، إلى أدوات إدارة المشاريع مثل “Asana”، وصولاً إلى منصات الذكاء الصناعي مثل “Wit.ai”، يتضح أن فيسبوك لم يكن مجرد مكان عمل للمواهب، بل كان حاضنة للأفكار التي أسهمت في تغيير ملامح العديد من الصناعات. اليوم، يُعد هؤلاء المبدعون جزءًا من قصة أكبر لتكنولوجيا الإنترنت، حيث تواصل هذه الشركات الازدهار وتؤثر في حياة الملايين من الناس حول العالم.
